![]() |
المشهد الذي أبكى العالم |
من فلسطين إلى المغرب حضر سنة 2002 والدي الشهيد الفلسطيني محمد جمال الدرة..
أبت مدينة آسفي المغربية إلا أن تخلد ذكرى هذا الطفل الشهيد.. ومن لا يتذكره؟
من لم يشاهد الطفل الذي قتل أمام أنظار العالم برصاص القناصة الصهاينة..
الطفل محمد الدرة الذي استشهد في 30 سبتمبر 2000 برصاص الاحتلال، أمام عدسة مصور قناة "فرانس2″ الفرنسية، حيث فضح الشريط جرائم الاحتلال وبشاعتها أمام العالم..
العالم كله شاهده..بكاه.. وماذا بعد ذلك؟؟ لاشيء.. عشرات بل ومئات الأطفال قتلوا برصاص الاحتلال..
يا ربي.. يا إله العالمين.. ما للسلام حمل أوزاره ورحل عنا ؟؟ ما للإنسانية تعزف لحن الدماء منذ عقود؟..
غرس أب الشهيد شجرة، غيرنا اسم الحديقة من "حديقة السندباد" إلى حديقة "الشهيد محمد جمال الدرة".. غريب أمر هذه الحديقة.. تحول عالمها من أحلام السندباد ورحلاته الخيالية.. إلى واقع الرصاص والاستشهاد.. فشتان بين العالمين.. فشتان بين طفولتين.. وشتان بين رحلات السندباد ورحلات الشهادة..
![]() |
اللوحة التذكارية |
كل يوم كنت أمر من نفس الطريق.. لكن لا أدري لماذا هذا الصباح.. وأنا أمر من أمام هذه الحديقة.. أوقفت سيارتي فجأة.. دون أن أفكر كثيرا.. شدتني حالة من الحنين..ودخلت الحديقة..
فوجدتها، تأملتها، يا إلهي ما أجملها، شامخة، واقفة في اعتزاز وأنفة وكبرياء.. إنها هي.. اغرورقت عيناي ونوستالجيا الزمن تلفني..
شجرة السلام كبرت.. علت أغصانها وتفرعت، لكن السلام ويا للأسف.. لازال لم يكبر ولم يعمر الأرض ..
شجرة السلام ها هي ذي.. لكن أين السلام؟..
![]() |
الشجرة التي غرسها أب الشهيد |