4-عفوا.. هذا المورو ليس إرهابيا..
يقول الكاتب "خايمي كومبامي" في مقال له تحت عنوان "الذهب والمورو"، يقارن فيه حالة الضعف التي أصبح عليها المغاربة اليوم، وقوة أولئك الذين دخلوها أول مرة في ق 8 م:
" يأتي المغاربة والمغربيات، لكن ليس خلف طارق بن زياد في غزو مسلح، وإنما في غزو مختلف، غزو المحرومين والضعفاء والمرضى والجائعين.."
هكذا إذن.. هذا هو المغربي الآن في نظرهم.. مجرد ضعيف.. مجرد مريض وجائع..أصبح ينعت ب: المورو..
أما كلمة "مورو" فهي مشتقة من "موريسكوس" (الموريسكيون)، وهي مصطلح ذو استخدام عامي وتحقيري في بعض الأحيان، وله حمولة قدحية، وقد أطلقت على أحفاد مسلمي الأندلس ممن ظلوا بإسبانيا بعد سقوط مملكة غرناطة، وممن تعرضوا للتنصير القسري، وعلى أهل المغرب بعد ذلك، ولازالت لحد الآن توظف.
هذا المورو أصبح رديفا لكل شيء منحط ودنيء وسيء، أصبح رديف لقاتل وإرهابي.. لكن اعذروني.. أنا أرفض أن ننعت بالإرهاب.. وإلا فلنبحث في كتب التاريخ عن السباقين في التقتيل والتعذيب والتنكيل..التاريخ يحفظ فظاعاتهم، ومهما حاولوا لن يستطيعوا الإنكار ..
يكفي أن نتذكر العشرة قرون التي عاشوها في الأندلس وشيدوا فيها الحضارة الأندلسية، أجمل وأرقى الحضارات الإنسانية.. يكفي أن نتذكر حجم الألم وكم الدموع التي ذرفها الموريسكيون، يكفي أن نتذكر رحلة الألم..التي امتدت لقرنين من الزمان..لم يشفع لهم كل هذا.. يكفي أن نتذكر المرارة والظلم الذي قاسوه.. ونرى الظلم والحقد الذي يعيشه المورو الآن هناك.. هذا الحقد الذي لم يتوقف ليومنا هذا، إنهم يعلمونه لأبنائهم في المدارس، ويحتفلون به في الأعياد المسيحية والمناسبات الوطنية..
لا.. لا يكفي كل هذا..
أعذروني مرة أخرى.. إنها ليست محاولة لإثارة الحقد والكره.. فنحن أصحاب قلوب طيبة، نصفح، ننسى بسرعة، ونسامح، وهذا ما علمه لنا ديننا الحنيف، دين التسامح، لكن يجب ألا ننسى التاريخ.. يجب أن نقف في وجوههم حين يكذبون، ويغالطون، ويصفوننا بالإرهاب، يجب أن نقول لهم حينها:
لله درك . . .
ردحذفذكرتني قصيدة أبو البقاء الرندي
صح.. وهو القائل: لكل شيء إذا ما تم نقصان.. فلا يُغر بطيب العيش إنسان!
ردحذف