السبت، 21 سبتمبر 2013

روحٌ تُدنٍدنُ بين برْزخين..


على شطّ المواعيد كان الانتظارْ
وكنت قاتلا مُحترفا..
 كُل النوارس رَحلت ْمن هنا..
فخُذْ كُل شيء.ْ.
واترْك لي أقلامي
خُذ كلّ شيء
إيّاك وأحْلامي
اتْرُكني ذرّةً من رمالٍ على شاطئٍ مهجورْ
قُرب هذه الحروف
دَعْني مع نغمة وتر حزين
على مقام الحجاز.. مقام الصبا
مقام العَجَمْ.. وآه يا نغمْ
مِنك اسْتقلتُ.. وعلّقْتُ على ذاك الجدار صَكّ اسْتِسْلامي
دَعْ عنكَ زهْراتي البرّية
عنك فُرشاتِي و ألواني
أوراقي البيضاء
وخُذ كُل شيء..
فما تركْتَ لي سوى الرّماد
غيمتي أمطرت هذا المساء
ومن شرفتي تسَلّل السّارقونْ
هَـتَكوا سِري المدفون
عبثوا بقلبي وبالجفون
يا سارق طفولتي.. ويا مغتصبي
يا لُغة الليالي الحزينة
مازال في العُمر بقيةٌ من فَرحْ
دَعْ عنك ظِلّي..
ففي العروقِ انتفاضة جيلٍ غاضب
وبضع نسمات عابرة
يا سَارق أحلامي
لك كُل شيء
ولِي أصوات الضّحكات الشارِدة..
لي عشق الأغنيات الهاربة
والعصافير المهاجرة
وحبات زيتون مُعطّرة بالندى
وابتسامة رضيع في حضن الأمنيات..
لي كُل شيء في هذه الحياة
 فلا تقترب
دع عنك اسمي..
 دَعْ عنك وَشْمِي..
دَعْ عنك وَسْمي
دَع عنك تفاصيل غيابي في الغيابْ
فشبحي مر من هناك
يُدندن بدعواتٍ لم تُستجابْ

هناك 4 تعليقات:

  1. هنالك من الكلام ما يخاطب العقل وهنالك منه ما يخاطب الروح وهنالك ما يخاطبهما معا..
    عندما قرأت وأعدت قراءة هذه الكلمات أحسست بألم في قلبي وانطلق عقلي كمحرك بحث في الذاكرة.. من هذه الكلمات ما لامس ذاكرتي الشخصية وكثير منها لامس ذاكرة أمّتي بكل أوجاعها..
    هذه المرة لم يخطر على بالي أن أكتب "مررت من هنا".. لأنني لم أمر فقط.. بل أخذت شيئا معي و تركت شيئا منّي على ضفاف هذا البحر العميق من الرموز..

    سلمت مثال

    ردحذف
  2. لاليور دو لاطلاس: مما يُشعرني بالإعتزاز أن تكوني دائما أول من يقرأ تدويناتي، ويعلق عليها.. فأنت من المدونات اللواتي تميزن في عالم التدوين من الجانب الإنساني قبل الاحترافي ..
    أكيد أن مرورك لا يمضي هباء.. بل يبقى شامخا رفقة بعض ما تركت منك.. :)

    ردحذف
  3. انت تعزفين في هذا ىالنص لحن شجيا
    أنت لا تكتبين!!
    أنت تزرعين الحرف أقحوانا أبيض البتلات..

    ردحذف
  4. رشيد أمديون. أبو حسام الدين: لا يعرف الأقحوان إلا زارع الورود، ولا يدرك اللحن الشجي إلا من أتقن العزف!
    يسعدني مرورك وتشجيعك، دمت طيبا أخي الكريم :)

    ردحذف