الاثنين، 25 يونيو 2012

مسرحية " أربع ساعات في شاتيلا" .. مسرحية تسكنني للأبد



أدركت أني سأكون مجحفة، إذا تحدثت عن ثريا جبران، ولم أتحدث عن أهم أعمالها –على الأقل بالنسبة لي- مسرحية " أربع ساعات في شاتيلا"
هذه المسرحية لا يمكن أن تشاهدها وتخرج من قاعة العرض كما دخلتها.. إنك تخرج أشلاء وشظايا محطمة.. تحاول أن تلملم شظاياك المنكسرة لتصل إلى مسكنك.. لكن المسرحية ستظل تسكنك إلى الأبد..

هذه المسرحية هي آخر أعمال ثريا جبران وفرقة "مسرح الحي"  لموسم 2002،تأليف الكاتب والصحفي الفرنسي جان جينيه .. ترجمه للغة لعربية الكاتب المغربي محمد برادة.
جان جونيه –كما يحكي محمد برادة- عاش مدة مع الفدائيين الفلسطينيين في جبال جرش وعجلون بالأردن،عاش معهم حياتهم اليومية واستعداداتهم للاستشهاد... وما سجلته ذاكرة جونيه ونصوصه، هو ذلك الجمال اللايسمى الذي يجلل الفدائيين في علاقتهم بالموت، وذلك الحضور الكاسح للأمهات الفلسطينيات المتدثرات بفساتين نسجتها أصابعهن خلال ساعات الوحدة والانتظار...
"عندما يغيب التاريخ تضيع الحقيقة"، ربما كانت هذه الجملة هي التي أوحت لأحد ما أن يكتب عن مجازر الإسرائيليين كي تظل حاضرة في ذاكرة الأجيال القادمة حتى لا تفقد القضية مشروعيتها..
 وجان جينيه يقول في نصه : "لم أكن أشاهد دمار بيروت كنت أشاهد موت الإنسان"، هذه هي القضية الفلسطينية بالنسبة لجينيه، إنها اختبار لضمير العالم..

مسرحية " أربع ساعات في شاتيلا" تدخل في إطار المسرح المناضل، مسرح يفضح الواقع الاجتماعي والسياسي المزري الذي يعيشه الإنسان العربي، والظلم الذي تتعرض له الشعوب المستضعفة من طرف الحكام من جهة والقوى الغربية من جهة أخرى.
وتبقى هذه المسرحية تأريخا للحظة تاريخية لا تنسى.. لتذكرنا بمجازر الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، لا لشيء سوى أنهم يطمحون لوطنهم الحر الكريم..

هناك تعليق واحد:

  1. "لم أكن أشاهد دمار بيروت كنت أشاهد موت الإنسان" طالما استوقفتني هذه العبارة وبعتت في نفسي شعورا بأنها من العبارات الخالدات التي تفرض نفسها بأي زمان ومكان ذلك أننا مند مجزرة صبرا وشاتيلا وصمت الضمير العربي وموت الحس الانساني فينا’ ضمن الكيان الصهيوني حريته التعسفية وأرخي سدول بطشه ليتمادى رفقة الدول الغربية وحتى الأيدي العربية الغادرة الخفية في القتل والتعذيب والظلم دونما حسيب ولا رقيب.اختي الغالية مثال صدقيني إن قلت لك ونعم الذكرى والمدكور ثورية جبران شخصية تستحق عودتك وللوراء لتجودي عليها بهذه الكلمات الغاليات التي مهما غلت وعلت تظل قليلة في حقها إلا أني وبصراحة رأيت في دورها لمسرحية أربع ساعات في صبرا وشاتيلا هدوءا ونمطية في حركية الجسم لم تتوافق والحمولة الادبية التي حملتها مذكرات جنيه
    لأني شخصيا عشت هول المجزرة من خلال قراءتي لمذكرات جان جينيه أكثر من المسرحية وشممت رائحة الموتى واستشعرت حماسة الفدائيين وتخيلت رونق وجمالية الفلسطينيات على الورق أكثر من غيره.

    ردحذف