الجمعة، 10 أغسطس 2012

سقوط غرناطة .. بضع كلمات تفرضها علي مواجعي (الحلقة الأخيرة)


 برنامج المعتمد بن عباد.. معا لنصحح مسار التاريخ..
قد نستطيع إذا حاولنا أن نغير مسار التاريخ.. لعل هذا يشفع لنا أخطاء الماضي..
لا يكفي أن نجتر آلام الماضي وأحزانه.. فالواقع يفرض علينا أن نبحث عن حلول.. أن نغير هذا الواقع الظالم.. فقد ظلمنا التاريخ فعلا..

إذا كنا أصبحنا الآن مجرد شعب متخلف، يحاول أن يصل إلى الضفة الأخرى ولو كان هذا على حساب حياته.. إذا أصبحنا ذلك المورو الذي يفزع به الإسباني أبناءه.. مرادفا للسارق، والمتسول، والمجرم، والإرهابي.. إذا أصبحنا في نظرهم مجرد شعب جائع يأتي في قوارب الهجرة السرية إلى إسبانيا بحثا عن لقمة العيش.. كما يقول الكاتب الاسباني "خايمي كومبامي"
ماذا سنفعل لتغيير هذه النظرة الدونية لنا كشعوب"أصبحت" متخلفة؟..
هنا سأقدم لكم تجربة رائدة يقدمها المعهد العالمي للمسرح المتوسطي بإسبانيا سماها "برنامج المعتمد"
قدم هذا البرنامج مجموعة من المشاريع: كمنتدى ابن عربي، ومشروع "بلوغ الآخر مخيلة الطفولة والمراهقة"

مشروع: "بلوغ الآخر مخيلة الطفولة والمراهقة"
وهذا الآخر قد يكون أنت، أنا، نحن، هم....
وقد تم إحداث المعهد العالي لمسرح البحر الأبيض المتوسط بنية البحث في التعدد الثقافي باعتباره فضاء للحوار، ووسيلة لنشر ثقافة السلام..
ومن أهداف هذا البرنامج: - المساهمة في إشاعة ثقافة السلام، وحوار الاختلاف في إطار برنامج تربوي يستهدف تلاميذ المؤسسات التعليمية بمختلف أسلاكها؛ ابتدائي، إعدادي، ثانوي - تصحيح النظرة المسبقة والتي تكون دائما خاطئة في حق الآخر/ المهاجر المغربي والعربي والمسلم عموما..

يقول مديرالمعهد والبرنامج"خوسي مونليون"
«ماذا بوسع المرء أن يفعل؟ من أين يبدأ؟ سيل من الكلمات المكرورة تخنق أنفاس الخطاب، من منا لم يفكر –ويبدأ من نفسه- في ضرورة رعاية الطفولة؟ ؟ إلى أي حد نحن أمام خدعة كبيرة قوامها الكلمات الرنانة ونوايا قلما تجد لها صدى على أرض الواقع؟ هل من الجائز الحديث عن "ثقافة للطفولة" مختلفة أو متعارضة مع "ثقافة الكبار"؟ من هم الذين يقومون بتأليف الكتب التعليمية التاريخية لكي يتعلم الصغار أسماء الأعداء؟ ما الذي يشاهدونه في شاشات التلفزيون والأفلام و القصص المصورة أو يسمعونه من عند كبير من الكبار؟ و كم من طفل نبيه أو طفلة نبيهة ترفض أن يتم التعامل معه كأنه دمية طيعة لأهواء الكبار؟ ما الذي يسعنا فعله إزاء هذا الطوفان من التجريدات المليئة بالحب و الفراغ؟"

هي أخطار تتهدد عالم الطفولة  البريئ..
هذا البرنامج يحاول في مساره التصحيحي وإلى جانب أشخاص و هيئات تشتغل لتصحيح العلاقات بين ثقافة الأنا و ثقافة الآخر،
 فثمة كتب للتاريخ تم تأليفها من طرف المنتصرين، أحالت إلى الرفوف الخلفية، وهمشت روايات عديدة للماضي، الروايات الحقيقية لتاريخنا المنسي!

لكن الواقع هو أنه من الصعوبة بمكان بالنسبة لطفلة أو طفل في الوقت الحاضر أن يتتبع الطرق في عالم تغلب عليه الاعتداءات الفكرية المستمرة و( المبررة) للأقوياء!
        و من البديهي أن تكون الهجرة في صلب  الاهتمام، وإلا فما جدوى الدفاع عن التلاقي مع شعوب متباعدة إذا كانت ضمن الفضاءات التي تتعايش فيها، لا تتمتع بهذه الروح؟ و بما أنه في هذه النقطة تتدخل مجموعة من التقاليد الثقافية التي تحض على الكراهية و الاحتقار، فكيف لا نجعل من التربية مفصلا لهذه الإشكالية؟

     " من الواجب إحداث تغيير في الذهنيات و إقرار نظام قيم أخلاقية مختلف، فمن الممكن أن تؤثر التربية و التعليم على مخيلة الطفولة و المراهقة بالذات عن طريق الحب والصداقة و الرؤية العالمية التي تمكن من إدراك أن الذات هي الآخر، و أن هذا الآخر موجود في الذات، و بالتالي فإن الحب و الصداقة التي تصبو إليهما هذه النزعة الإنسانية لا لون لها و لا علم".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق